06/04/2025
أولا : نبذة تعريفية عن الشركة :
شركة لوسيد موتورز (Lucid Motors) هي شركة أمريكية متخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة. تأسست عام 2007 تحت اسم “Atieva” وركزت في البداية على تطوير بطاريات وأنظمة دفع كهربائية لشركات أخرى، قبل أن تتحول إلى تصنيع سياراتها الخاصة , تلقت لوسيد استثمارات كبيرة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) . في مارس 2024، استثمر الصندوق مليار دولار في الشركة عبر شراء أسهم ممتازة قابلة للتحويل , فاذا نظرنا الى المساهمين في الشركة نجد التالي :
يُعَد صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) المستثمر الأكبر في لوسيد، حيث يمتلك حوالي 58.4% من أسهم الشركة لذلك تجد شهرة لهذه الشركة ومتابعة من قبل المستثمرين السعوديين بالإضافة إلى الاستثمار السعودي الضخم نجد أن الشركة جاذبة ل المؤسسات الاستثمارية الكبرى الأخرى:
The Vanguard Group, In.: تمتلك حوالي 3.64% من الأسهم. 
BlackRock, Inc.: تمتلك حوالي 1.6% من الأسهم. 
حاليا الشركة تنافس في مجال صناعة السيارات الكهربائية
و من انتاج شركة لوسيد سيارة السيدان الكهربائية الفاخرة (Lucid Air) وسيارة الدفع الرباعي (Gravity). تتميز هذه المركبات بمدى قيادة طويل وأداء عالي و تركز لوسيد على سوق السيارات الكهربائية الفاخرة، مستهدفة العملاء الباحثين عن أداء متميز وتقنية متقدمة في الولايات المتحدة والأسواق العالمية.
نلاحظ أن في فبراير 2025، أعلن بيتر رولينسون، الرئيس التنفيذي للشركة، عن تنحيه من منصبه، مع بقائه كمستشار تقني لرئيس مجلس الإدارة. 
ثانيا : تقييم الوضع الحالي للشركة
تواجه لوسيد تحديات في تحقيق الربحية وزيادة حجم الإنتاج. على الرغم من جودة منتجاتها، إلا أن الشركة تعمل في سوق تنافسي يتطلب استثمارات كبيرة واستراتيجيات فعّالة لزيادة حصتها السوقية فنلاحظ أن الشركة قد شهدت أسهم شركة لوسيد موتورز (LCID) تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأربع الماضية .
تحديات الإنتاج والتسليم: واجهت لوسيد صعوبات في تحقيق أهداف الإنتاج والتسليم. في عام 2023، أنتجت الشركة 8,428 مركبة وسلمت 6,001 منها، وهو أقل من التوقعات الأولية.

الخسائر المالية المستمرة: سجلت لوسيد خسائر مالية كبيرة. في عام 2024، بلغت الخسائر التشغيلية ما بين 765 مليون و 790 مليون دولار للربع الثالث، مما أثر سلبًا على ثقة المستثمرين. 
زيادة عدد الأسهم المصدرة: قامت الشركة بزيادة عدد الأسهم القائمة بنسبة 87% منذ اندماجها مع شركة SPAC، مما أدى إلى انخفاض قيمة الأسهم .
تأثير التعريفات الجمركية الأخيرة على مبيعات الشركة:
نظرًا لأن لوسيد تصنع سياراتها في الولايات المتحدة، فإنها أقل تأثرًا بالتعريفات الجمركية المفروضة على السيارات المستوردة. هذا قد يمنحها ميزة تنافسية في السوق المحلية مقارنةً المصنعين الذين يعتمدون على الانتاج الخارجي.
ثالثا : مقارنة بين شركة Lucid Group و Tesla
فيما يلي مقارنة بين شركة لوسيد جروب (Lucid Group) و شركة تسلا (Tesla) من مختلف النواحي. سيتم التركيز بشكل خاص على تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية الأخيرة (مثل الرسوم على السيارات المستوردة بنسبة 25%) على كل من الشركتين. تشمل المقارنة الأداء المالي والإنتاج والمبيعات ومواقع التصنيع والأسواق المستهدفة و استراتيجيات التسعير والعلامة التجارية، بالإضافة إلى تأثر كل شركة بالرسوم الجمركية وقدرتها على التكيف معها.
1. الأداء المالي خلال 2024-2025
تسلا تتفوق ماليًا بقوة من حيث الحجم والأرباح. فقد حققت أرباحًا في 2024 رغم تراجعها عن 2023، مما يدل على قدرتها على تمويل توسعاتها ذاتيًا. في المقابل، لوسيد لا تزال في طور الاستثمار؛ تحقق نموًا في الإيرادات لكنه غير كافٍ لتغطية نفقاتها الكبيرة ، وتعتمد على الدعم الاستثماري لسد الفجوة . ومع ذلك، تمكنت لوسيد من تعزيز مركزها المالي عبر جمع التمويل اللازم (سواء عبر مستثمرين أو شراكات) مما وفر لها سيولة تكفي لاستمرار العمليات على المدى القريب . إجمالاً، تتمتع تسلا بوضع مالي قوي ومستقر يمكّنها من امتصاص الصدمات (مثل الرسوم الجمركية أو تخفيض الأسعار) بشكل أفضل من لوسيد، في حين تركز لوسيد على ترشيد الإنفاق وتحسين الكفاءة لتحسين هوامشها والاقتراب من نقطة الربحية مع مرور الوقت.
2. حجم الإنتاج والمبيعات
تحليل الإنتاج والمبيعات: تسلط هذه الأرقام الضوء على أن تسلا شركة ذات إنتاج ضخم قياسًا بشركة لوسيد الناشئة. فعدد السيارات التي تسلمها تسلا كل يومين تقريبًا يعادل ما تسلمه لوسيد في سنة كاملة. لكن من جهة أخرى، تُظهر لوسيد نسب نمو عالية تشير إلى قدرتها على توسيع قاعدة عملائها (رغم أنها لاتزال تعتمد على شريحة صغيرة من السوق). تراجع مبيعات تسلا الطفيف في 2024 يُعزى إلى اشتداد المنافسة (خاصة من شركات صينية وأوروبية) وتأخر تقديم طرازات جديدة مما جعل بعض الزبائن ينتظرون التحديثات . في المقابل، استفادت لوسيد من مرونة شركة صغيرة لتعديل الأسعار بسرعة وتقديم مزايا (مثل التمويل الميسر والخصومات) لجذب المشترين في ظل أسعار الفائدة المرتفعة . تمكنت بذلك من بيع مخزونها المتراكم من 2023 وتحريك الإنتاج بوتيرة أعلى في 2024. في المستقبل القريب، تراهن تسلا على طرح نموذج جديد منخفض السعر في 2025 (~30 ألف دولار) توسيع المبيعات ، بينما تراهن لوسيد على طرح SUV فاخرة (Gravity) لجذب شريحة أكبر ضمن فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات. عموماً، تمتلك تسلا وفورات الحجم (Economies of Scale) التي تمكنها من إنتاج وتسليم أعداد ضخمة بكفاءة أعلى، في حين تركز لوسيد على النمو السريع للحاق بركب تسلا وإن كان ذلك ضمن قطاع فاخر ومحدود الحجم.
3. مواقع التصنيع ونسبة المكونات المحلية مقابل المستوردة
تتبنى تسلا و لوسيد استراتيجيات تصنيع مختلفة تعكس انتشارهما الجغرافي وقدرتهما على إدارة سلاسل الإمداد المحلية والعالمية. فيما يلي نظرة على مواقع مصانع التجميع الرئيسية لكل شركة ومدى اعتمادها على المحتوى المحلي مقابل المستورد .
تتمتع تسلا بأفضلية كونها سبقت إلى إنشاء مصانع متعددة حول العالم، مما يسمح لها بتفادي كثير من تكاليف الشحن والجمارك عن طريق الإنتاج حيث يباع المنتج. كما أن سياراتها، خاصة المصنعة أمريكيًا، تحتوي نسبة مرتفعة من القطع المحلية ، مما يقلل تعرضها لمخاطر سلاسل الإمداد العالمية. في المقابل، لوسيد أكثر تركيزًا جغرافيًا حيث تنتج جميع سياراتها تقريبًا في بلد واحد (حاليًا أمريكا، ومستقبلاً قد ينضم مصنع السعودية)، وهذا يجعلها حساسة للتعريفات لو تغيرت السياسة التجارية (لأنها إما تصدّر من أمريكا أو من السعودية). غير أن تمركز الإنتاج أيضًا سمح للوسيد بالسيطرة على الجودة في منشأة واحدة خلال سنواتها الأولى. ومع مضي الشركة قدمًا في خطط التوسع الدولي، فإنها تطمح لتحقق مزيجًا أفضل من المحتوى المحلي في كل منطقة (مثلاً: استخدام موردين سعوديين وإقليميين لمصنع الشرق الأوسط) وتقليل اعتمادها على الاستيراد المكلف. لكن حاليًا، تظل سلسلة إمداد لوسيد مرتبطة بشدة بالواردات من الولايات المتحدة وآسيا، في حين أن تسلا أكثر تحصينًا عبر شبكة مصانعها العالمية وسعيها لإنتاج المكونات الرئيسية محليًا في كل سوق رئيسي.
4. الأسواق المستهدفة لكل شركة (محلية وعالمية)
تركز تسلا على سوق عالمي شامل مع تواجد قوي في أمريكا والصين وأوروبا، و تسعى لتقديم طرازات لمختلف الفئات السعرية لزيادة انتشارها حتى في الأسواق الناشئة مستقبلاً. أما لوسيد فترتكز على الأسواق الغنية المستعدة لدفع سعر عالٍ لقاء سيارة كهربائية فخمة، مع إعطاء أولوية خاصة للسوق الأمريكي والسعودي كركائز نمو. بمرور الوقت، قد تتوسع لوسيد إلى أسواق أوسع نطاقاً بالتوازي مع طرح فئات سيارات أقل سعرًا وزيادة وعي علامتها التجارية عالميًا.
5. استراتيجية التسعير ومكانة العلامة التجارية
تعكس استراتيجية التسعير وتموضع العلامة التجارية لكل من تسلا ولوسيد اختلاف توجه الشركتين: تسلا انتقلت من الفخامة إلى تغطية شرائح أوسع مع الحفاظ على صورة تقنية مبتكرة، بينما لوسيد انطلقت مباشرة كعلامة فاخرة عالية السعر تستهدف نخبة العملاء
تسلا تتبع استراتيجية “السعر مقابل الحجم” بشكل متزايد – أي تقديم أسعار أكثر تنافسية لزيادة حجم المبيعات، مستفيدة من قوة علامتها كابتكار تقني لكنها تخاطر قليلاً بهامش التفرد. أما لوسيد فاتّبعت استراتيجية “التفرد مقابل السعر” – أي الحفاظ على أسعار مرتفعة تعكس تميزها، مع قبول حجم مبيعات أقل ، لكنها بدأت تدريجيًا باستخدام الحسومات والحوافز كأدوات لاستقطاب المزيد دون الإضرار بصورة الفخامة. من حيث العلامة التجارية، تسلا هي علامة شبه عامة في عالم الـEV الآن – قوية ومعروفة لكن لم تعد فاخرة بحتة، بينما لوسيد هي علامة ناشئة متخصصة تتطلع لترسيخ اسمها بين عمالقة صناعة السيارات الفاخرة.
رابعا : تأثر كل شركة بالتعريفات الجمركية الأمريكية الأخيرة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على الواردات ضمن سياسة تجارية جديدة ، ومن ضمنها فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة . هذا التطور له انعكاسات مهمة على صناعة السيارات ككل، وخاصة على الشركات المرتبطة بصناعة المركبات الكهربائية. سنناقش فيما يلي كيفية تأثير هذه التعريفات (المطبقة أو المحتملة) على تسلا و لوسيد كل على حدة:
اولا : تأثير الرسوم على تسلا (Tesla) : بفضل نموذج التصنيع المحلي الذي تبنته تسلا للسيارات المبيعة في أمريكا،
تسلا أقل عرضة مباشرة لرسوم استيراد السيارات في أمريكا (بل وقد تستفيد برفع تكلفة المنافسين المستوردين)، لكنها ليست بمنأى عن التداعيات غير المباشرة كزيادة تكاليف بعض الأجزاء المستوردة وزيادة الرسوم في أسواق التصدير وانعكاس ذلك على الطلب العالمي لسياراتها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوضعية الأفضل نسبيًا لتسلا مقارنة بمنافسيها جاءت نتيجة استثماراتها المبكرة في مصانع محلية ودولية؛ فهي الآن قادرة على تعديل خارطة الإمداد بسرعة لتفادي كثير من تبعات الرسوم. على سبيل المثال، إذا فرضت رسوم على بطاريات مستوردة من آسيا، بإمكان تسلا تسريع مشروع مصنع البطاريات في تكساس لإنتاج الخلايا محليًا. وإذا فرضت رسوم على واردات المكسيك، ربما تنقل بعض الموردين إلى الولايات المتحدة. لدى تسلا مرونة عالية بفضل حجمها ومواردها للتكيف مع هكذا صدمات.
ثانيا : تأثير الرسوم على لوسيد (Lucid): بالنسبة للوسيد، ينطبق مبدئيًا نفس الوضع في جانب بيع السيارات داخل أمريكا: سيارات لوسيد المصنّعة في أريزونا لن تخضع لرسوم الـ25% عند بيعها في السوق الأمريكي لأنها ليست مستوردة. بالتالي، لن ترتفع تكلفة سيارة لوسيد على المستهلك الأمريكي مباشرةً بسبب هذه الرسوم. وربما تستفيد لوسيد أيضًا، مثل تسلا، من ازدياد تنافسية سياراتها أمام السيارات الكهربائية المستوردة من أوروبا وآسيا. على سبيل المثال، منافسو لوسيد الأساسيون في فئة السيدان الفاخرة الكهربائية هم مرسيدس EQS وبورش تايكان وأودي e-tron GT – وهذه كلها يتم استيرادها من أوروبا (ألمانيا تحديدًا). فرض 25% رسوم على تلك السيارات الفاخرة سيجعل سعرها (الباهظ أصلًا) يقفز ربما بعشرات الآلاف من الدولارات إضافية، مما قد يدفع شريحة الزبائن الغنية لإعادة النظر في البدائل. سيارة لوسيد Air قد تصبح خيارًا أكثر جدوى ماليًا مقارنة بمرسيدس EQS مرتفعة الثمن بعد الرسوم. ومن هذه الزاوية، لوسيد يمكن أن تكسب ميزة تسويقية في سوقها المحلي وتستخدم شعار “مصنوعة في أمريكا” لاستقطاب المشترين المترفعين عن دفع رسم دعم المنتجات الأجنبية.
لكن على الجانب الآخر، تعتمد لوسيد على استيراد نسبة ملموسة من مكوناتها كما أوضحنا. وبالتالي، إذا تضمنت السياسات التجارية فرض تعريفات على مدخلات الإنتاج (مثل خلايا البطارية المستوردة أو أجزاء الإلكترونيات)، فستواجه لوسيد ارتفاعًا في تكاليف التصنيع. وضع لوسيد أكثر حساسية هنا من تسلا، لأن هامش الربح لديها سلبي أصلاً – أي أنها تخسر في كل سيارة – وأي زيادة إضافية في التكلفة ستفاقم الخسارة ما لم تستطع تمريرها للسعر. وإمكانية تمرير التكلفة للسعر صعبة لأن سياراتها بالفعل ذات أسعار مرتفعة وقدرتها التنافسية مرتبطة بعدم رفع السعر أكثر. مثال محدد: لو فُرضت رسوم 10% على البطاريات المستوردة من اليابان/كوريا، فقد ترتفع تكلفة حزمة البطارية الواحدة في لوسيد بعدة آلاف من الدولارات. قد تضطر لوسيد إما لزيادة سعر السيارة لتعويض ذلك (مجازفة بخفض الطلب)، أو تحمل الخسارة الإضافية وهذا يؤثر على استنزافها النقدي بشكل أسرع. ومع كون لوسيد شركة أصغر مالياً من تسلا، فإن هامش المناورة لديها أضيق بكثير. بمعنى آخر، الرسوم على المكونات تمثل خطرًا كبيرًا للوسيد لأنها تزيد تكاليف الإنتاج بشكل يصعب التحكم به. ربما تستطيع الشركة تخفيف الأثر عبر التفاوض مع الموردين لتقاسم التكلفة أو البحث عن موردين بديلين في دول غير خاضعة للرسوم، لكن هذه الحلول ليست فورية.
كذلك، إذا تصاعدت الحرب التجارية عالميًا، ستتأثر خطط توسع لوسيد الخارجية. الشركة تعوّل على التصدير للأسواق العالمية (ذكرنا أن مصنعها بالسعودية يستهدف تصدير 92% من الإنتاج). إن قامت الدول الأخرى كرد فعل بفرض رسوم على السيارات الأمريكية، فإن سيارات لوسيد المصدرة من مصنع أريزونا ستواجه تعريفات في أوروبا أو الصين أو غيرها، مما يجعل دخول تلك الأسواق أصعب. حتى قبل ذلك، الاتحاد الأوروبي لديه معايير ورسوم (حاليًا 10% على السيارات الأمريكية)، فإذا رفعها مثلًا إلى 25% انتقامًا من سياسة الولايات المتحدة، ستصبح سيارة لوسيد المصدرة لأوروبا مرتفعة الثمن للغاية (تضاف 25% لسعر ربما 100 ألف يورو أساسًا). هذا قد يعرقل خطط لوسيد لاقتحام أوروبا ما لم تجد حلاً كالتجميع المحلي هناك أو التصدير من بلد ثالث لا يخضع للرسوم. في هذا السياق، قد تكون السعودية فرصة لوجستية: فإذا لم تكن سيارات مصنّعة في السعودية مشمولة برسوم أوروبية (بحكم اتفاقيات تجارية أو كون الرسوم موجهة لأمريكا فقط)، ربما تختار لوسيد تصدير السيارات الأوروبية من مصنع السعودية مستقبلاً للت绕避 الرسوم على الأمريكية. لكن هذا تحليل افتراضي، والأرجح أن أي حرب رسوم ستكون متعددة الأطراف وتشمل بلد المنشأ بغض النظر عن جنسية الشركة.
أيضاً من زاوية الشرق الأوسط، السعودية نفسها قد تتأثر إذا شملتها الرسوم الأمريكية (مع أنها ليست مُصدّر كبير للسيارات لأمريكا). ولكن مثلاً، إن فرضت رسوم على واردات الألمنيوم أو المعادن من الخليج، سترتفع تكلفة المواد الخام. بصورة عامة، كلما توسع نطاق الرسوم لينال مواد ومكونات مختلفة، سيكون من الصعب على شركة صغيرة مثل لوسيد إعادة تشكيل سلاسل إمدادها بسرعة مقارنة بشركة كبيرة كفورد أو تسلا.
أخيرًا، أي ركود اقتصادي أو ارتفاع عام في الأسعار نتيجة هذه الرسوم سيؤثر على القدرة الشرائية لشريحة من عملاء لوسيد. صحيح أن عملاء لوسيد غالبًا من أصحاب الملاءة العالية الذين لا تتأثر قراراتهم بشكل كبير بزيادة الأسعار العامة، لكن في حال حصول ركود أو أزمة مالية جراء حرب تجارية، فقد يؤجل حتى الأثرياء شراء سيارات جديدة فاخرة. الطلب على السيارات الفارهة حساس للتقلبات الاقتصادية أكثر من الأساسية – وهذا قد يشكل رياح معاكسة للوسيد تحديداً لأنها تبيع منتجاً كمالياً. ونلاحظ هنا أن سهم لوسيد نفسه تأثر فور انتشار خبر اعتزام ترامب فرض رسوم جديدة، حيث تراجع بنسبة 1.5% في تداولات ما قبل السوق في ذلك اليوم ، مما يعكس تخوف المستثمرين من أثر السياسة الحمائية على شركات مثلها.
في نهاية الأمر ، تسلا تدخل موجة التعريفات في موقف أقوى بكثير من لوسيد، بفضل انتشار مصانعها عالمياً وقدرتها على امتصاص الصدمات مالياً وتشغيلياً. تسلا تستطيع نقل الإنتاج عالمياً، ولديها هوامش لتعديل الأسعار، و ستوظف كل أدواتها (بما فيها الضغط السياسي) للحفاظ على ميزتها. في المقابل، لوسيد تعتمد على دعم خارجي واستراتيجيات نوعية للتكيف – مثل استخدام دعم المستثمرين السعوديين، وزيادة الكفاءة الداخلية، والتركيز على أسواق مختارة أقل تضرراً، وربما ترحيل بعض عملياتها إلى الخارج (السعودية) للتخفيف من أثر الرسوم الأمريكية. ورغم أن لوسيد تواجه مخاطر أعلى، فإن صغر حجمها أيضًا يعني مرونة في التحرك بطرق غير تقليدية قد لا تتاح للكبار. على سبيل المثال، قد تقرر لوسيد تصنيع جميع بطارياتها المستقبلية في السعودية حيث الليثيوم قد يأتي بدون رسوم من مصادر مختلفة، ثم شحن البطاريات إلى أمريكا (إن لم يشملها الحظر) – حركات كهذه ممكنة لشركة واحدة دون تعطيل كبير لسلاسل الإمداد.
من المرجح أن تسلا ستتجاوز أزمة التعريفات المحتملة بأضرار محدودة نسبيًا، وربما تخرج منها أقوى عبر اكتساب حصة سوقية محليًا بسبب ارتفاع كلفة منافسيها . أما لوسيد فستحتاج لتدبير أمورها بحذر شديد خلال هذه الفترة، مستفيدة من عمق التحالف السعودي الأمر الضروري لنجاة الشركة التى قد تحتاج إلى المزيد من ضخ الاستثمار وخفة حركتها كشركة صغيرة لتجنب الضربات القاصمة. إذا نجحت لوسيد في العبور من تحديات الرسوم والتقلبات الاقتصادية في العامين المقبلين، فسيعزز ذلك مصداقيتها كشركة قادرة على المنافسة على المدى الطويل في صناعة معقدة ومتقلبة.