05/06/2024

Article Image

مصير النفط خلال تداولات 2024

شهد النفط هبوط حاد خلال بداية تداولات شهر يونيو نتيجة النظرة التشاؤمية لوضع الاقتصاد العالمي حاليا خاصة مع استمرار ضعف الاقتصاد الصيني وعدم وصول معدلات النمو لما قبل 2020 بالاضافة مع سياسة الفدرالي الامريكي التى تحاول كبح معدلات التضخم التي ما تزال التخوفات منها قائمة حتى الآن على الرغم من أن التوقعات فى بداية العام هو تحول السياسة النقدية من ثبات أسعار الفائدة إلى بداية الخفض خلال الربع الأول وهو أمر لم يحدث فى إشارة لحالة الحذر , الاقتصاد الأمريكي بطبيعته يستطيع الخروج من حالة الركود لكن لا يجيد الخروج من حالة التضخم , ومن الواضح توجه الادارة الحالية لعلاج حالة التضخم عن طريق الدخول في حالة ركود اقتصادي مدار , بناء على ذلك نجد أن الاتجاه العام حاليا لسوق النفط فى العموم هو الهبوط و لولا تدخل أوبك + في السوق من خلال سياسة التخفيض التطوعي منذ بداية أبريل 2023 حتى الآن لكانت أسعار النفط حاليا تقارب مستويات 45 دولار للبرميل , الا ان الادارة الحكيمة لمنظمة أوبك + بقيادة السعودية والاضطرابات الجيوسياسية الحالية لعبت دور فى استقرار النفط خلال فترة 2024 بين 67 و 88 دولار للبرميل .

التوقعات السائدة لسوق النفط حاليا هي استمرار دورة الهبوط خلال عام 2024 بين 62 و 82 دولار للبرميل مع العلم ان موجات صعود فى الاسعار ستكون ارتكازها معتمد على حدوث تصعيد فى الاضطرابات الجيوسياسية القائمة إلا أن الحساسية تجاه تلك الاضطرابات من قبل المضاربين في أسواق الطاقة قلت بشدة وظهور علامات واضحة لحالة التأقلم , يضاف إلى ذلك توقعات بزيادة نسبة السحوبات الأمريكية من الاحتياطي لكبح التضخم وحدوث حالة من الاستقرار تدعم موقف الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القائمة .

و مع أستمرار سياسة تحالف أوبك + على استمرار التخفيضات الطوعية التى تقدر ب نحو 1.66 مليون برميل يوميا التي أُعلنت في أبريل 2023 قائمة حتى نهاية 2025 تم ترجمته فى الاسواق ان الاولوية حاليا هي حدوث حالة استقرار فى الأسعار مع ادارة السوق الهابط الحالي بهدف تقليل الأضرار بقدر الإمكان , الأمر الذي عزز الرؤية السلبية هي ظهور علامات الضعف في القطاع الصناعي الأمريكي في قراءة شهر مايو التي تنعكس بشكل واضح على أداء مؤشر داو 30 الصناعي سجل هبوط خلال تداولات مايو بمقدار 5% .

بالتأكيد استمرار هبوط أسعار النفط واستقراره تحت مستويات 85 دولار هو عقبة أمام خطط التحول لنظام اقتصادي متنوع مرن و رؤية 2030 , الا ان استمرار ارتفاع التضخم أو حدوث حرب أسعار جديدة كما حدثت خلال الفترة بين 2014 -2016 هو أمر أكثر خطورة على المدى الطويل خاصة أنه سيعمق حدة هبوط أسعار الطاقة , مع وضع عامل المخاطرة فى ارتفاع حدة الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط و أوروبا فى الاعتبار.