20/04/2025

Article Image

الانحياز المضاربي في أسواق المال


الأسواق المالية مش بس أرقام ورسوم بيانية. هي بيئة مليئة بالمشاعر، والتوقعات، والقرارات اللي كثير منها يتخذ بناءً على قناعة شخصية أو إحساس داخلي، مو شرط تحليل منطقي. وهنا يجي دور “الانحياز المضاربي”، واحد من أكثر الأخطاء السلوكية اللي يقع فيها المتداولين.

هذا النوع من الانحياز يخلي المستثمر يصدق فكرته لمجرد إنه مقتنع فيها، حتى لو كل المؤشرات تقول العكس. ونلقى أمثلة كثيرة على هالشي، خاصة في فترات الاضطرابات أو الفقاعات السعرية.



وش يعني الانحياز المضاربي؟

الانحياز المضاربي ببساطة هو إنك تصير تشوف السوق بعيون مشوشة بمشاعرك، مو بالبيانات. زي مثلاً لما يشتري شخص سهم لأنه “حاس إنه بيرتفع”، أو لأنه سمع إشاعة، ويتجاهل كل الأرقام اللي تقول العكس. مثل ما صار مع سهم GameStop عام 2021، الكل صار يشتري من باب “خل نلحق القطار”، مع إن القيمة الفعلية للشركة ما كانت تبرر الارتفاع.



كيف يظهر الانحياز في الواقع؟

1. الثقة الزايدة بالنفس:

تحس إنك فاهم السوق أكثر من غيرك، وتبدأ تدخل صفقات من دون ما تعطي نفسك فرصة لتحلل بهدوء.

2. الانحياز التأكيدي:

تدور بس على الأخبار اللي تدعم وجهة نظرك، وتطنش التحذيرات. زي اللي يركز على ابتكارات Tesla، ويتجاهل تقارير تباطؤ المبيعات.

3. تجاهل الواقع:

تحط أملك في عملة أو سهم نازل، وتقول “رح يصعد أكيد”، فقط لأنك رافض تعترف بالخسارة.



أنواع الانحيازات اللي تغذي السلوك المضاربي
• الانحياز التأكيدي: تمسك بأي خبر إيجابي يدعم فكرتك، وتغفل كل شي سلبي.
• الانحياز للحداثة: تعتمد على آخر حدث وتتوقع إنه رح يستمر، زي اللي اشتروا Dogecoin بس لأنها ارتفعت كم يوم.
• الانحياز التفاؤلي: تركز على الأرباح المحتملة، وتنسى المخاطر. حصل هالشي مع شركات الدوت كوم في بداية الألفينات.
• الانحياز التشاؤمي: العكس تمامًا، تعتقد إن الأسوأ قادم، وتبيع بخسارة خوفًا من هبوط أكبر، مثل اللي صار في أزمة 2008.
• انحياز الارتكاز: تتعلق بسعر معين وتخليه مقياسك، زي اللي يشتري سهم بس لأنه “رخيص”، متجاهل جودة الشركة.
• تأثير الهالة: تعتقد إن شركة ناجحة دائمًا ناجحة، فتشتري أسهمها بس بناءً على سمعتها، مو على أدائها الحالي.



هل في جوانب إيجابية؟

أحيانًا، ردات الفعل السريعة اللي تسببها العاطفة تفتح فرص. مثل اللي يقتنص هبوط مفاجئ في سوق الكريبتو ويربح من الارتداد. وأحيانًا، التفكير خارج الصندوق يولّد أفكار استثمارية ما تخطر على البال، مثل استثمار بافيت في شركات محدش كان يلتفت لها.

بس الخطورة تبدأ لما تصير هذه الانحيازات عادة.



أمثلة حقيقية على خطورة الانحياز
• الاعتماد على القصص بدل الأرقام: زي اللي اشتروا أسهم شركات خاسرة فقط لأن “الناس تتكلم عنها”.
• الاندفاع الجماعي: مثل ما صار مع الأسهم الساخنة “Meme Stocks”.
• التمسك بالخسارة: ترفض تبيع السهم الخاسر لأنك ما تبغى تعترف إنك أخطأت، وتمر بتجربة مشابهة لانهيار صندوق LTCM عام 1998.



كيف تتعامل مع الانحياز المضاربي؟
• قوائم مراجعة: قبل ما تشتري سهم، اسأل نفسك أسئلة واضحة: كيف تقييمه؟ هل عنده أرباح؟ وش أداء القطاع؟
• استخدام أدوات آلية: خوارزميات أو روبوتات تداول تساعدك تتخذ قرارات بدون عاطفة.
• التدريب: خض تجارب تداول افتراضية تحت ضغط لتتعلم كيف تتصرف بدون ما تفقد هدوءك.



الخلاصة: هل نقدر نتخلص من الانحياز؟

الواقع إننا بشر، ومهما حاولنا نكون منطقيين، دايمًا في جزء عاطفي يؤثر على قراراتنا. بس كل ما كنا واعين لهذا التأثير، كل ما قدرنا نسيطر عليه. وأحيانًا، معرفة متى نكبح إحساسنا، أهم من الإحساس نفسه.

مثل ما قال جورج سوروس:

“الأسواق تتحرك بالتوقعات، لكن الذكاء هو إنك تعرف متى التوقعات تتغير.